كذبة إبريل …..ماريان مدحت

مياه البئر تروي عطش لحظات والسامرية كانت تريد أن ترتوي بالحب فظلت تبحث عنه في أكثر من فرصة للزواج، فبحثت عن الأمان، بحثت عن الإطمئنان ،عن الحميمية والقرب، والتفهم والود، بحثت عن الحب  ولكنها لم تدري أنها لن تجد الكمال في النقصان ، لن تجد الاحتواء في الاحتياج، لن تجد الحميمية في الخزي و لن تجد الاحتماء في الاختباء ، بحثت كثيرا وعاشت علاقات جرحتها كثيرا فتركتها ولكنها حينما تقابلت مع شخص الرب كلي الكمال والإحتواء والحب وجدت فيه كمالها وجدت فيه شفائها وجدت فيه غطاء لخزيها ، فتبدل حالها من الخزي والإختباء إلى الإعلان والإنطلاق ،  فأصبحت تروي كثيرين مما ارتوت هي به وبعدما ذاقت الماء الحي الحقيقي عديم الغش أصبحت غير قادرة على السكوت بل أصبح في داخلها شهوة حب تريد أن تروي كل الظمأى من عذوبة ماء الحياة كما ذاقت .
فكم وكم من العلاقات نعتمد عليها كعلاقات الآباء بالأبناء أو الجدود بالأحفاد او علاقات بين الأصدقاء أو الاعتماد على وظيفة أو منصب أو إدمان العمل او حتى إدمان التدين او الخدمة ….كلها علاقات وممارسات نظن أننا نجد فيها شبعنا بل ونظن أن فيها فرحنا وراحتنا وشفائنا ولكننا في الحقيقة نشرب من ماء البئر فنعطش أيضاً .
فالسامرية اليوم تدعونا لأن نتحرر من كل بئر في حياتنا سواء عادات أو علاقات قد لا تكون خاطئة ولكنها مهما شربنا منها لن نرتوي بل أن نعيد بنيان علاقاتنا مع الله ونستثمر كل وقت وجهد بل وكل طاقة حب في علاقتنا الحقيقية مع الله من خلال العشرة الحقيقية معه نتكلم معه ونستمع له من خلال كلامه الحي الأمضى من كل سيف ذي حدين فهو نبع الحياة الذي لا ينضب بل من يشرب منه تنبع منه أنهار ماء حي يرتوي منه الآخرين أيضا.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top