“
خلال رحلة هروبهم الطويلة بمصر مرت العائلة المقدسة بحقل طلبوا من صاحبه الاستراحة فيه فأذن لهم وسقاهم ماء من بئره وجلس معهم سألاً عما اتى بهم لهذا المكان بعد ان لاحظ انهم أغراب ، فروت له السيدة العذراء قصة قدومهم هرباً من “هيرودس” الذى يطلب هذا الصبى الصغير ليهلكه. فتأثر الرجل من كلامها .
اشارت العذراء مريم لبذور البطيخ التى يخزنها صاحب الحقل وقالت له إنك اليوم تزرع هذه البذور في الأرض وبقوة ابني الحبيب يسوع المسيح ستقوم غداً وتنظر حقلك الذي زرعت فيه البذور اليوم وقد صار كله بطيخًا كبيرًا وكثيرًا. ثم قالت له اعلم أيها الرجل المبارك إنه سيمر عليك باكر إن شاء الله رجال هيرودس يسألونك عنا فقل لهم إن هذه العائلة مرت علىّ لما كنت أزرع بذور هذا البطيخ في الأرض.
دهش الرجل من كلامها لكن فعل كما قالت وفي صباح اليوم التالي رأى الرجل أكثر مما كان متوقعًا، إذ أن البطيخ ظهر في حقله بمنظر بهي جدًا فاندهش الرجل وشكر الله . وأثناء ذلك مرَّ عليه الرجال الذين أرسلهم هيرودس وسألوا الرجل عن العائلة المقدسة ، فقال لهم إن هذه العائلة مرت علىَّ لما كنت أزرع هذا البطيخ في الأرض ، فلما سمع الرجال هذا الكلام، حزنوا جدًا وقالوا إن العائلة كانت في هذا المكان منذ ثلاثة أشهر على الاقل .
أنتشر خبر هذه الحادثة العجيبة بين المصريين وصارت مضرباً للمثل على القدرة الخارقة التى لا يملكها أحد : “هو أنا هضرب الارض تطلع بطيخ ؟!!” وهو المثل الذى ما يزال متداولاً دون أن يعرف الكثيرين أصله.
بنى فى موضع هذا الحقل ” كنيسة العذراء العزباوية” بالقاهرة التابعة لدير السريان وما يزال فيها البئر الذى شربت منه العائلة المقدسة.