نحات تماثيل شهداء ليبيا: أنجزتها في وقت قياسي بـ”خرسانة مسلحة

80 يومًا فقط، المدة التي استغرقها أستاذ النحت بجامعة المنيا لصناعة تماثيل شهداء ليبيا الـ21 لتكون في مدخل كنيسة شهداء الإيمان والوطن في قرية العور بمطرانية سمالوط بالمنيا، والذين تحل ذكراهم الخامسة في 15 فبراير المقبل.

الدكتور جرجس الجاولي أستاذ النحت الميداني كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، كان من مشجعي والمفكرين في إعداد نصب تذكاري للشهداء وتحمس للتنفيذ بعد النقاش مع مطران سمالوط، فـ وضعا معًا مدة زمنية قدرها 3 أشهر للانتهاء منها، فكان تنفيذ التماثيل الـ21 -الـ20 قبطي المصيريين والشهيد ماثيو الأفريقي- منتهية خلال 80 يومًا، وفي نهاية رتوش تمثال السيد المسيح الذي سيكون في الخلفية محتضنًا للشهداء، واصفًا تلك المدة بـ”القياسية” لانتهاء التنفيذ.

6f5b5f8bb5.jpg

وقال دكتور جرجس الجاولي، في حديثه لـ”الوطن”، إنَّه استخدم خامة الخرسانة المسلحة في صنع التماثيل وهي خامة شديدة، ولا تستخدم كثيرًا في صب التماثيل ولكنه فضّلها للتتحمل وتعيش لمدد طويلة، مشيرًا إلى مروره بعدة مراحل حتى يتمكّن من صب التماثيل بالخرسانة.

95a4eaa33a.jpg

التماثيل منحوتة بالحجم الطبيعي بملامح الأشخاص الواقعية، إذ استعان أستاذ النحت بصور للشهداء من الإنترنت ومن بعض الكتب المرفقة لصورهم، وزاد تأكّيدًا بإحضار أقارب الشهداء في المرسم للاطلاع على التماثيل والتحقق من شخصياتهم.

الاهتمام بالتفاصيل والسمات التي تميز كل شخصية، كان الشاغل الأكبر لـ”جرجس”، إذ قرر تمييز كل شهيد بسمة ظهرت فيه فكان أحد الشهداء في معظم صوره يرتدي “شال” فنحت التمثال وبه شال على رقبته، وآخر كان يظهر عليه الغضب ي أثناء عملية الذبح لوجود أخيه إلى جواره، فعمل على تمييز ذلك في سمات التمثال المنحوت له وهكذا، حتى في ترتيبهم حاولوا أن يكون بترتيب وجودهم وقت الاستشهاد، ولوضعهم بشكل مدرج عمل على أن يكون ارتفاع الفراغ بين التماثيل 30 سم حتى تُرى جميع البورتريهات.

652ecccf34.jpg

وتمثال السيد المسيح جاء على مساحة 4 أمتار “فارد إيديه كأنه فاتح ذراعيه لاستقبال الشهداء وطمأنتهم”.

وفي 15 فبراير 2015، على ساحل مدينة سرت الليبية، ذبح أعضاء تنظيم “داعش” الإرهابي بدم بارد 20 قبطيًا مصريًا، في مقطع فيديو بثه التنظيم بعنوان “رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب”، ظهر به تلطخ مياه البحر بلون الدم، عقب الحادث الإجرامي، قبل أن تقتص لهم القوات الجوية المصرية في الليلة ذاتها.

dafbe63723.jpg

القصاص لم يكن وسيلة مصر الوحيدة لتبريد قلوب أهالي الشهداء، فكانت البداية ببناء كنيسة وتدشينها في مسقط رأس الشهداء في الذكرى الثالثة للواقعة بقرار من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعادت الرفات بعد 3 أشهر من تدشين الكنيسة ووضعت في المزار الخاص بها.

 

 

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top