كان عيد الصليب قبل النهاية بيومين (وعيد الصليب يستمر ثلاثة أيام). وكان يحيط بابونا بيشوى في ذلك الصباح د. عوض قلد وعدد من زملائه. فالتفت إليهم وسألهم: “أي عيد نعيّده اليوم؟”
وقبل أن يجيب أحدهم قال: “إنه عيد الصليب”. وسارع د. عوض إلى القول: “أرجو يا أبانا أن لا تجهد نفسك بالكلام”.
أجابه رجل الله: “لماذا نخاف؟ إن عيد الصليب هو عيد القوة. إنه عيد الحرية. وأنا متلهِّف على التحدث كثيرًا عن الصليب. فمن فضلك لا تمنعني. إن رسالتنا هي أن نظهر قوة الصليب أمام كل إنسان. وهكذا أخذ يتكلم عن سلطان الصليب الذي كان لعنة في القديم فحوَّله السيد المسيح إلى بركة لجميع الناس. وأصغى إليه الأطباء في إعجاب صامت إلى أن انتهى من حديثه. فقد رأوا فيه حقيقة القول الإلهي: “الجسد ضعيف أما الروح فنشيط”. لأنه من خلال الصليب كان جسد أبونا بيشوي يضعف يومًا بعد يوم بينما روحه “كان يتجدد كالنسر شبابها”.