عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس تدشين كاتدرائية الشهيد أبو فام الأوسيمي بطما

عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس تدشين كاتدرائية الشهيد أبو فام الأوسيمي بطما

بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد أمين.

شكرًا لنيافة أنبا إسحق أسقف طما وكل توابعها على كل كلمات المحبة والكلمات مصاغة وكلها عطر.
يشترك معنا كل الآباء الحضور المطارنة والأساقفة والكهنة وجميع ضيوفنا الأعزاء.

سعداء في هذا اليوم وأنا زرت طما من ٢٢ سنة كان دعاني المتنيح أنبا فام وكانت في السنة الأولى لرسامتي أسقف وتقابلت فيها مع الكهنة والخدام وزرت معهد الدراسات.
وكلنا عندما نتذكر أنبا فام نتذكره في محبته وخدمته وتعبه وتحمله صليب المرض.

ومثلما ذكر أنبا إسحق المجهود الكبير الذي تم في هذا المكان، لكنه اجتهد وصلى ورفع تسابيح والله تمجد على يده في هذا المشروع.
نذكره بكل الخير ومن جيل إلى جيل، المهم أن كل شخص يكون أمين في خدمته وعمله.

إنجيل هذا الصباح يجيب على سؤال مهم في أحد نبوات العهد القديم من سفر إشعياء النبي: “هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي” أي النفس التي تفرح قلب الله.
لكن كيف يفرح الإنسان قلب الله ويكون سبب سرور له. الآية تقول “هوذا حبيبي الذي سرت به نفسي” أي حياتنا تكون سبب سرور لله. ونسأل الله ما هي مواصفات حبيبك الذي يفرحك “لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ، وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ” كأن هذه الإجابة تشرح من هو الإنسان الذي يعيش حياته ليفرح قلب الله. فما هي صفات الإنسان الذي يسر قلب الله؟
١- لا يخاصم:
مرفوض وغير مقبول الخصام أمام الله، في العهد القديم كان شعب اليهود على خصام مع السامريين وكان هذا لا يرضي الله، والسيد المسيح رتب أن يقابل امرأة سامرية من الأعداء وقابلها في وقت الظهيرة وتحدث معها وشرح وتكلم معها حتى أنها في نهاية الحوار قالت له أنت هو المسيح وتبدل حالها وأصبحت قديسة.
أيها الإنسان الفاضل تجنب الخصام فهو يطيح بك بعيد عن السماء.

٢- لا يصيح:
الصياح أي حالة الغضب التي يخرج فيها الإنسان من حالة الإنسان الهادئ إلى حالة غضب ويخطئ. والإنسان الذي يبعد عن الغضب هو إنسان دائمًا يعيش في حالة هادئة حتي إن غضب يجعله غضب قصير ويخرج منه في الصورة الثانية التي تفرح الله، أن يكون إنسان بعيدًا عن الغضب. كما أن الغضب أيضًا يؤثر على صحة الإنسان.

٣- لا يسمع أحد في الشوارع صوته:
أي عندما يسمع كلمة يحتفظ بها ويلتزم بالكلمة، أحد أخطاء مجتمعنا الكلام الكثير والشائعات فأحتفظ بالكلمة وفكر بها قبل أن تتحدث بها ولا تظن أن أي كلمة رديئة تخرج من فمك ستخرج بلا حساب فالله يعرف كل شيء “وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ” فالكلمات تكون عفيفة في الخفاء وفي العلن و أي كلمة تخرج سنعطى عنها جوابًا وحسابًا.

٤- قصبة مردودة لا يقصف:
في التاريخ المسيحي بطرس أحد التلاميذ وقت صلب السيد المسيح ضعف وأنكر وهذه خطية وعاد لصيد السمك وأصبح مثل القصبة المردودة، وعندما سأله السيد المسيح “أتحبني” ثلاث مرات فأرجعه ليكون تلميذ ويموت شهيدًا أي أرجع القصبة المردودة. فلا تحبط أحد بكلماتك كن إنسان مشجع مع الآخر تنظر له نظره إيجابية، شجع الصغير والكبير شجع الكل حتى لو كان يحلم.

٥- فتيلة مدخنة لا يطفئ:
عندما يأتي الهواء على فتيلة شمعة تكون قد أُطفِئَت من الممكن أن تنير مرة أخرى، وهذا له علاقة بالتفكير والإيجابية ومهم أن نهتم في حياتنا بأي شيء يفرق حتى لو كانت نقطة مياه.
في التاريخ المسيحي شاول الطرسوسي كان يضطهد المسيحية بإفراط، فذات صباح ظهر له السيد المسيح وتحاور معه وشاول سأله “ماذا تريد يارب أن أفعل؟”ومنذ هذه اللحظة تحول لقديس عظيم (بولس الرسول) الله انتظر عليه إلى أن جاء وقت معين وتحول لقديس عظيم.

الخلاصة: إذا أردت أن تفرح قلب الله وترى الله يشير إليك ويقول: “هوذا حبيبي الذي سرت به نفسي” فعليك بهذه الخمس :”لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ، وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ” هذه رسالة الإنجيل في هذا الصباح.

سعيد بوجودي معكم وبالتدشين وهذا اليوم هو يوم ميلاد الكنيسة ١٤ يناير من كل سنة نتذكر كل الأحباء الذين تعبوا ونتذكر بالخير نيافة أنبا فام ومحبته ويعيش أنبا إسحق ويعمر في أماكن كثيرة ونرحب بضيوفنا الأحباء في طما وبهذه المشاركات المفرحة وهذه هي قيمة مصر وقفتنا بجوار بعض.
و المجد لله دائمًا آمين.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top