حالة من السعادة والبهجة أحدثها شباب كنيسة الملاك ميخائيل والقديس العظيم مرقوريوس أبوسيفين في لافال، في قلوب كل من حضر من شعب كنائس لافال ومونتريال وباقي مدن إقليم الكيبيك القريبة من منطقة مونتريال الكبرى، في بروسار وبوانت كلير والويست ايلاند وغيرها.
أعنف عاصفة تضرب مدن الإقليم
و قبل عرض أحداث العرض المسرحي والكورالي، فمن المهم التعرف على أحداث هذا العرض والجهد المبارك، لاجتماع الشباب، والذي تم في ظروف صعبة وقاسية، حيث عاش جميع مواطني مختلف مدن إقليم الكيبيك الكندي، ساعات طويلة من القلق والتوتر بسبب أعنف عاصفة ثلجية ضربت الإقليم منذ عام 1921، وأدت إلى تراكم الثلوج بصورة غير مسبوقة على مدار 100 عام تقريبا.
وأجبرت الحكومة على إغلاق أكثر من 2000 مدرسة ومعهد وجامعة ووقف النقل المدرسي، فضلًا عن صعوبة السير على الطرقات العامة، وهو ما أدى لوقوع أكثر من 1250 حادثة على مدار يوم واحد، وتراكم الثلوج بكميات مهولة أدت لتوقف تقريباً وصعوبة الموصلات والنقل بسبب مخاطرها الكبيرة، وتحذيرات وزارة المواصلات بعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، يوم الجمعة الماضي، حيث عانت مختلف مدن إقليم الكيبيك في كندا من شلل شبه تمام، فضلًا عن توابع العاصفة التي استمرت حتى أمس الاثنين.
الحضور يتجاوز سعة المسرح
إلا أن العرض المسرحي والكورال الذي قدمه اجتماع شباب كنيسة الملاك ميخائيل والقديس العظيم أبو سيفين في لافال، مساء يوم الأحد الموافق 9 فبراير الجاري، أحدث نقلة نوعية، وأدخل البهجة والسرور على نفوس كل الحاضرين، بعدما بقى الكثيرون حبيسي المنازل.
هذا و يذكر أن اجتماع الشباب يقوم علي خدمته فريق متواضع وباذل من الخدام، يلعبون دور الأب الروحي والمرشد الموثوق في دوره من جانب أولياء أمور من ناحية، ومن جانب الشباب والشابات أنفسهم من ناحية ثانية، الذي يحبون خدامهم ويحترمونهم، والأهم يثقون فيهم ويحبون تعلم الخدمة معهم.
تم العرض المسرحي على كولاج لاتندر في لافال في بوليفار لافنير، وشارك في العرض عدد من شابات وشباب الاجتماع من مراحل الثانوي والسي جيب CEGEP والجامعة.
وحضر العرض أكثر من 250 شخصا، امتلأت بهم قاعة مسرح كولاج لاتندر في لافال، فضلًا عن عدد من الحضور شاهد العرض الكورالي والمسرح وهم واقفون نظرا لأن كل الأماكن كانت مشغولة بالحضور الكبير. وأشرف على العرض من خدام اجتماع الشباب راجي يوسف وبولا فرج، اللذان تحملا الكثير لإنجاح العرض.
إعداد وبروفات في ظروف الشتاء القاسي
و يكفي أن نعرف أنه في ظل عنفوان العاصفة الثلجية، وخدام اجتماع الشباب بلا استثناء يقومون بالاستمرار في الإعداد والبروفات للمسرحية والكورال علي مدار الشهرين، والشباب والشابات لا أحد فيهم يتغيب أو يقوم بالاعتذار بسبب الظروف الجوية القاسية، التي أجبرت الغالبية على المكوث في المنازل.
و في نهاية البروفات والإعداد للمسرحية والكورال، يقوم الخدام المحترمين، والمحبين للسيد المسيح، والباذلين وقتهم وخدمتهم بتوصيل الشباب والشابات، لمن ليس لديهم سيارة، لأنه لم يحصل بعد على رخصة القيادة، بتوصيلهم إلى منازلهم في مختلف أحياء مدينة لافال المترامية الأطراف، دون كلل أو ملل أو امعتاض، مثلما هو الحال بعد اجتماع الشباب كل يوم جمعة أسبوعيا.
خدام الشباب: أهل الثقة والمحبة والعطاء
كلمة تقدير وشكر ومحبة يستحقونها هؤلاء الخدام المحبين للسيد المسيح والكنيسة، الذين يرفضون أن نذكر أسماءهم، لأنهم كلهم عن حق خدام يستحقون المحبة والاحترام والتقدير على دورهم، وهذا كله يأتي لأنهم ينسقون ويدبرون الأمور بصلوات ورعاية أبينا الحبيب والمكرم أبونا ميخائيل عطية راعي كنيسة الملاك وأبو سيفين والأب الحقيقي والروحي لكل شعب وخدام وشمامسة الكنيسة، الذي يتواصل معهم كل لحظة ويدعمهم في كل عمل ويثق في خدمتهم ودورهم لبناء جيل رشيد من شباب وبنات الكنيسة.
وينقل أبينا الحبيب أبونا ميخائيل عطية إليهم بصورة مستمرة صلوات ومباركة نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس الأسقف الساهر عن إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، لنشاطهم ودورهم مع الشباب والشابات باعتبارهم مستقبل الكنيسة والأسرة المسيحية الحقيقية في المجتمع الكندي الملء بالتحديات.
ويقوم بخدمة اجتماع الشباب، الخدام المتواضعين، المحبين للسيد المسيح، والذي يتمتعون بثقة الشباب والشباب، وثقة أولياء أمورهم، كل من (مع حفظ الألقاب): فادي مطر، ماريا سمعان، ايفا غطاس، فيليب صليب، مدحت غالي، وبالطبع بولا فرج، وراجي يوسف.
أبونا ميخائيل: الشباب والصبر وتحديات المجتمع
وخلال كلمته بين فقرات الكورال وقبل العرض المسرحي، قال أبينا الحبيب أبونا ميخائيل عطية، راعي كنيسة الملاك ميخائيل والقديس العظيم أبو سيفين مرقوريوس أنه منذ أيام خدمته في مصر ثم أمريكا لسنوات، والآن في كندا من سنوات طويلة، والشباب يحتاجون لرعاية ومحبة وقلب وعقل يرعاهم، لأنهم يعيشون في مجتمع به تحديات كبيرة. مضيفا أن العمل مع الشباب يحتاج لصبر وطول أناة.
أكد أبونا ميخائيل عطية أننا نصلي دائما من أجل قداسة البابا تواضروس الثاني، ونصلي وندعو لأبينا الحبيب والمكرم نيافة الحبر الجليل الأنبا بولس أسقف إيبارشيتنا في أوتاوا ومونتريال وشرق كندا أن يسنده الرب يسوع ويسترد عافيته سريعا بعد الوعكة الصحية الأخيرة، خاصة وأن الأنبا بولس يولي اهتماما كبيرا للشباب والشابات، ويتواصل دائما مع الكنيسة للاطمئنان علينا ومتابعة الأنشطة الخاصة بهم.
اجتماع الشباب: نحن خدام للشباب ولكم جميعا
من جانبه، قال راجي يوسف في كلمة نيابة عن خدام اجتماع الشباب، وباعتبار المسؤول مع بولا فرج عن العرض المسرحي، قال في تواضع معروف عنه ومحبة كبيرة: أن مثلث الرحمات الأنبا شنودة الثالث قال أن لا كنيسة بدون شباب، لأن الشباب مستقبل الكنيسة.
وشدد على أن أي جهد أو نجاح لاجتماع الشباب فهو حصيلة الثقة والدعم الكامل الذي يقدمه أبينا الحبيب أبونا ميخائيل عطية، حيث في كل مرة يطلب منه الخدام القيام بعمل أو نشاط ما، يباركهم ويصلي من أجلي لنجاح هذا العمل مع الشباب ويسندهم فيه. مؤكدًا أنهم كخدام مسؤولين أمام السيد المسيح ونيافة الأنبا بولس أسقفنا الحبيبب وأبونا ميخائيل عطية عن هذه الخدمة، موضحًا أن الخدمة لا تعني السلطة، بل تعني أن خدام اجتماع الشباب، هم خدام لكل الشباب والشابات، بما يحقق مصلحتهم الروحية والدينية.
كل كنائس لافال ومونتريال في الصورة الجميلة
وقدم راجي يوسف الشكر للكنائس في لافال ومونتريال وتحديدا الآباء الكهنة الذين سمحوا لشباب كنيسة الملاك وأبو سيفين أن يعرفوا بالمسرحية والكورال في كنائسهم، وذكر منهم أبينا الحبيب القمص ميخائيل عزيز عن كنيسة مار مرقس مونتريال، وأبونا سيرافيم عن كنيسة السيدة العذراء، وأبونا رافائيل عن كنيسة مار مينا، وأبونا بيتر سعد عن كنيسة مار بطرس ومار بولس في بوانت كلير، وأبونا أنطونيوس من مار مينا، وأبونا موسي من الكنيسة الإريترية الأرثوذكسية في مونتريال.
يُذكر أن كل من أبونا بيتر سعد عن كنيسة القديسين بطرس وبولس، وأبونا موسى من الكنيسة الإريترية قد باركا الكورال والمسرحية بالحضور.
كورال كنيسي بمواصفات احترافية
أما كورال شباب الكنيسة المشرف عليه مريم رأفت، قدم العديد من التراتيل والألحان الروحية، التي حازت على تصفيق وإعجاب كل الحضور، وضم الكورال كل من مريم رأفت وراجي يوسف وسارة عبد المسيح يوسف، وريتا وسيلين عجايبي، ومارو، مها إدوارد.
وشارك مهم بكل محبة وحضور رائع لصوته الجميل راجي يوسف. وكانت الألحان والتراتيل تقدم مصحوبة بالموسيقى الجميلة والمعبرة.
“بلا قانون” أداء راقي وقواعد مستوحاة من الكتاب المقدس
أما المسرحية، التي عنونت “بلا قانون”، فدارت أحداثها حول أخين، أحدهما غني وبخيل يدعي جرجس، والثاني فقير وغلبان يدعي مايكل، ولهما أب مريض، وزوجة مايكل تحاول أن تقنع زوجها أن يلجأ إلي أخيه الغني البخيل ليساعده، في تحمل تكاليف علاج والدهما المريض، لكن الأخ الغني البخيل يرفض دائما، وهو ما أجبر مايكل علي سرقة جرجس، وبعد أن عرف الأخير، تطورت الأحداث في شكل درامي، نتج عنها أن قام مايكل بقتل أخيه جرجس. وصلت القضية للشرطة، ثم القضاء، وخلال فاصل من التحقيقات قام بها ضابط الشرطة مع الشهود، ومع المتهم مايكل.
كان هناك الكثير من النصائح والقواعد المستمدة من الكتاب المقدس، حيث كانت الحكاية يتم قصها عن طريق الجد لحفيدته، ليكشف لها، أنه حتى لو لا يوجد قانون، فإن الكتاب المقدس يمثل النبراس الذي يقودنا في طريق الظلام، لأنه لو أن الله لم يحدد لنا قانونا وقواعد، لكنا نعيش في غابة.
شباب وبنات يتمتعون بالحضور والثقة في النفس
حازت المسرحية على إعجاب الحضور، وصفقوا مرات عديدة لأوقات طويلة نظرا للأداء الرائع، الذي قام به الجميع، خاصة لكل مينا اسكندر الذي لعب دور الضابط والجد، ومايكل حلقة الذي دور القاتل، وبالمناسبة فهو كاتب السيناريو ومخرج العرض, ولعب روبير رامي دورا مهما لشخصية الابن البخيل الغني جرجس حاز علي تصفيق الجميع. أما شخصيات سارة يوسف “الحفيدة”، ومارينا جورج “الشاهدة”، ونادين بقطر “مساعدة الضابط”، وستيفن أسامة “سعيد العسكري”، وماريا عطا الله “مريم زوجة مايكل”، وكارول ماجد “أخت مريم زوجة القاتل”، فكانت كلها شخصيات محورية، متشابكة في تعقد وتطور الأحداث بصورة فيها درجة كبيرة من التشويق، فضلًا عن بعض المواقف الكوميدية، التي اقتنصت ضحكات الصغار والكبار على حد سواء، في جو سيطرت عليه البهجة والسعادة.
وقام تيتو بإدارة نظام الصوت، ويوستينا سمير لعبت دورا محوريا في نجاح المسرحية من الموسيقي التصويرية المشوقة، فضلًا عن بعض المقطوعات الموسيقية، التي حصلت عليها الكنيسة في صورة مهداة من كنيسة الأنبا رويس في مصر. أما الديكورات الفاتنة، والمتناسقة مع مشاهد العرض المسرحي، فقامت بها جوليا عطا الله ونانسي حلقة.
وفي نهاية العرض المسرحي والكورالي، قام أبونا الحبيب ميخائيل عطية راعي كنيسة الملاك ميخائيل والقديس العظيم أبو سيفين مرقوريوس في لافال وأبينا الحبيب بيتر سعد راعي كنيسة القديسين بطرس وبولس في بوانت كلير بالصلاة ومباركة الجميع قبل الانصراف وختام هذا الحفل الجميل، الذي أسعد الجميع، قبل أن يتوجه الجميع لتناول وجبة العشاء اللذيذة، مع المشروبات المثلجة المتنوعة، في حفل بهبج أثلج وأبهج القلوب، رغم كميات الثلوج الضخمة، التي تشل حركة المواصلات على الطرقات العامة، وتصعب من اصطفاف السيارات في المواقف العامة، بما فيها موقف سيارات كولاج لاتندر في لافال بالقرب من محطة مترو مونمورنسي.