ورق التين
منذ بدء الخليقة وقد خلق الله الانسان ليأنس به ويعيش معه في الجنه .
27 فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. سفر التكوين 27:1
وقد استحسن الله صنعة يديه بعدما أسس الخليقة كلها في اليوم السادس وأتمها بخلقة الإنسان ذكرا وانثى (آدم وحواء)
31 وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا سَادِسًا. سفر التكوين31:1
فكانا يسكنان جنة عدن وكانا يتكلمان مع الله دون أن يدركا انهما عريانين ولم يوجد ما يخجلهما ..بل هما في أعين الله في أحسن صورة .
25 وَكَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ، آدَمُ وَامْرَأَتُهُ، وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ. سفر التكوين25:2
ولكن بفعل الخطية وإنفصالهما عن الله شعرا بالخزي، (فحينما نشعر بالخزي نشعر بالعري أيضا)
لقد فقدا أبهى الصور التي خلقهما الله عليها فحينما تولد الخجل بدءا يشعرا انهما بحاجة لأن يسترا خزيهما ولقلة حيلتهما فكرا ان يسترا العري الخارجي دون العري الداخلي، ففكرا في ورق التين دون الرجوع إلى الله الذي كان لهما الستر والحمى والأمان ،فمع الخطية والانفصال عن الله الشعور بالحيرة والخوف والقلق والاضطراب ومن ثم الشعور بفقد الحماية والأمان مع أن الله لم يترك الخاطي بينما هو إحساس الإنسان الخاطي حيث بعده هو عن الله عن مصدر الحماية والأمان ،فبدلا من الرجوع إليه والاعتراف بالخطأ فكرا في ورق التين مع أن الله حينما منحهما الحياة في الجنة لم يقل لهما سوى ان يأكلا منها. فمن أين اتيا بأن هذا قصد الله أن يسترا جسدهما بورق شجر .
كم مرة أخطأنا وبحثنا عن ورق تين يسترنا ، لنسكن ضمائرنا ونربت على نفوسنا المنهكة من ألم الخطية بكثير من حلول نخلقها لأنفسنا وليس باستطاعتها ان تريحنا ولا تخلصنا من خطيتنا بل نزداد ألما فوق ألم حيث نبتعد أكثر فأكثر وبينما لن نجد الراحة الحقيقية إلا بالقرب من الله من خلال اتباع وصاياه وأن نسلك حسب قصده فقد .
فما كان من الله إلا أن يوجههما لما هو أعمق من غطاء الجسد فقد ارسل لهم جلد الغنم. ترى ما هي حكمته ؟
هل تظن أن الله كل همه أن يرشدهم لخامة جيدة لصنع الملابس ؟
هل يهم الله ان تكون عريانا أم مغطى ؟
فقد خلقنا في الأصل عراه وكان باستطاعته ان يأمر ادم ان يتغطى ويغطي زوجته .
ولكن هم الله بل وشغله الشاغل هو النفس البشرية وحمايتها من الخطية والشعور بالذنب والمشاكل النفسية التي يتعرض لها الخاطئ بعد سقوطه في الخطأ .
فمن حنان الله ان يهتم لأمر الإنسان ويشعره بأنه معه ويشعر بمشاعره لذلك سدد له احتياجه بالأمان والحماية والستر وتغطية الجسد.
ولكن الأعمق من ذلك فقد اراد أن يوجه نظره بأن الخلاص ليس بورق التين ولكنه لن يتم إلا من خلال الرمز الحمل المذبوح فداءا لخطايا العالم كله الذي يشير للمرموز ؛ومن هو سوى المخلص الفادي الرب يسوع الذي أتى كفارة عن خطايا العالم كله.
فالله لا يهمه المظهر فقد خلقنا عراه وكانت هذه أبهى صورة لنا عنده فكل شئ من صنعه هو مقدس ومبارك فالله لم يخلق عيب ولا دنس بل نحن ما نصنف خلقة الله ونسمي خلقته المقدسة حسب منظورنا المريض وحسب تصنيفنا الدنس وغير المقدس .
إنجيل لوقا الأصحاح 11 اية 34
34 سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَمَتَى كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَمَتَى كَانَتْ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ يَكُونُ مُظْلِمًا.
فلنكن بأبهى صورنا كما خلقنا الله ولنستمد حمايتنا وأماننا بالقرب منه وتنفيذ وصاياه والابتعاد عن الخطية بكل صورها ومن جهة المظهر الخارجي فليكن بالاعتدال والرقي والاحتشام كما وصانا معلمنا القديس بولس الرسول ..
9 وَكَذلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ، مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّل، لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ، الرسالة الأولى إلى تيموثاوس9:2