في عشية عيد القوي القديس انبا موسى.
دُعى القوي؛ لأنه كان قويًا في توبته، وجهاده الروحي.
بعض الناس يستمدون قوتهم من المال.
وآخرون من الشعبية والجماهيرية، والمعارف، والاتصالات بالكبار.
وآخرون قوتهم في أجسادهم.
وآخرون في بلاغتهم، وحسن منطقهم، والغلبة في الكلام؛ فقوتهم في لسانهم حتى أن الناس تتحاشى الدخول معهم في جدال، أو مناقشة.
والبعض قوته في خداعه للبسطاء، والتلاعب بعقول الناس.
وآخرون قوتهم في جسارتهم، وقوة نفسيتهم التي لا تهاب أحدًا.
وآخرون يستمدون قوتهم من الصوت العالي، وترهيب الناس، واستخدام نظرية “اضرب المربوط؛ فيخاف السايب”.
وآخرون يغلبون، عن طريق تزييف الحقائق، وإثارة مشاعر الناس بغير الحقيقة.
وكذلك يوجد مَن يغلب بمنطق “الهجوم خير من الدفاع” فيهاجم الكل؛ فيخشاه الجميع.
أما أنت يا رجل الله: فاجعل قوتك في المسيح.
قوتك في التوبة، والعودة السريعة الى حضن الآب، والاستمرار في هذه التوبة. (أمين يارب ثبت توبتي كأنبا موسى).
اجعل قوتك في مخدعك، والمذبح، والانجيل، وإطاعة الوصية من القلب.
اجعل قوتك، في التمسك بالحق، مهما تزيف العالم من حولك.
اجعل قوتك في خدمة الضعفاء، والفقراء، ومن لا حول لهم، ولا تهتم بتجميع الأغنياء والأقوياء حولك.
اظهر قوتك في حسن غفرانك لمن يسئ إليك.
اظهر قوتك، في احتمال ضعفات الضعفاء، ولا تقابل الإساءة إلا بالإحسان.
استخدم قوتك، ومكانتك، وذكاءك، ومالك، ومعارفك، وصحتك، في خدمة من ليس لهم.
اجعل قوتك في الداخل، وليس في المظاهر الباطلة.
(قونى يارب بنعمتك)
Bishop Anba Raphael