غادرت بريطانيا رسميا الاتحاد الأوروبي، السبت، بعد 47 عاماً من الانضمام إليه وبعد 3 سنوات من الاستفتاء الذي صوت فيه نحو 52% من المواطنين لصالح «بريكست».
ويعد خروج بريطانيا من الاتحاد واحدة من أكبر الضربات حتى الآن لمحاولة أوروبا تحقيق الوحدة على أنقاض الحرب العالمية الثانية.
ويرى أقوى زعيمين في الاتحاد الأوروبي، وهما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) لحظة حزينة تمثل نقطة تحول في أوروبا، وحذر الاتحاد الأوروبي بريطانيا من أن مغادرته أسوأ من البقاء فيه.
وفيما يمثل أهم خطوة جيوسياسية في بريطانيا منذ خسارتها إمبراطوريتها، تدير ظهرها لسبعة وأربعين عاما من عضوية الاتحاد الأوروبي وسيكون عليها أن تحدد مسارها لأجيال تالية.
وفقد الاتحاد الأوروبي بذلك 15% من حجم اقتصاده تمثل الاقتصاد البريطاني، وواحدة من أكثر الدول الأعضاء به إنفاقا على التسلح كما سيفقد لندن العاصمة المالية الدولية في عالم اليوم.
وأحرق مؤيدون لبريكست علم الاتحاد الأوروبي خارج داوننج ستريت مقر إقامة رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون. وسخرت مجموعة من مؤيدي بريكست من مجموعة أصغر من مؤيدي الاتحاد الأوروبي في مكان قريب وهي تهتف «وداعا أوروبا» و«عار عليكم».
وقال جونسون أحد قادة حملة «المغادرة» قبل الاستفتاء على الخروج عام 2016 «هذه هي اللحظة التي ينبلج فيها الفجر ويرتفع الستار عن فصل جديد». ومضى يقول «إنها لحظة من التجديد والتغيير على المستوى الوطني».
وفي بروكسل أزيل علم الاتحاد الأوروبي من خارج السفارة البريطانية وبقي العلم البريطاني يرفرف وحيدا.
وفي خطوة رمزية تم إنزال العلم البريطاني من على مبنى المجلس الأوروبي في بروكسل في الساعة السابعة مساء (1800 بتوقيت جرينتش) لكن تم وضعه مع أعلام الدول غير الأعضاء في الاتحاد ألأوروبي.
وبخلاف المعنى الرمزي الكامن في إنزال العلم لن يتغير الكثير فعليا حتى نهاية 2020 وهو التوقيت الذي وعد فيه جونسون بإبرام اتفاقية تجارة حرة واسعة مع الاتحاد الأوروبي أكبر تكتل تجاري في العالم.
وقالت ميركل «من المؤكد لن تكون المفاوضات الخاصة بإبرام هذا الاتفاق سهلة» محذرة بريطانيا من أن خروجها على قواعد الاتحاد الأوروبي سيجعل وصولها إلى السوق الأوروبية محدودا.
وحذر ماكرون بريطانيا اليوم من أنها لا يمكن أن تنتظر معاملتها بنفس الطريقة التي كانت تُعامل بها عندما كانت جزءا من الاتحاد الأوروبي على الرغم من أن فرنسا تريد إقامة علاقة وثيقة معها بعد بريكست.
وقال ماكرون في كلمة نقلها التلفزيون مخاطبا البريطانيين «لا يمكن أن تكونوا بالداخل والخارج» في وقت واحد. وأضاف «اختار الشعب البريطاني أن يترك الاتحاد ألأوروبي. لن تقع عليه نفس الالتزامات وبالتالي لم تعد له نفس الحقوق».
ولوقت طويل دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خروج بريطانيا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لصحيفة ديلي تلجراف «الشعب البريطاني أراد الخروج من طغيان بروكسل».
سيحتفل بعض البريطانيين وسيبكي البعض الآخر لكن كثيرا منهم لن يفعل هذا أو ذاك.
بالنسبة للمؤيدين يمثل خروج بريطانيا من الاتحاد حلم «يوم استقلال» بعيدا عما اعتبروه مشروعا محكوما عليه بالفشل يهيمن عليه الألمان وأخفق في تحقيق أحلام سكانه البالغ عددهم 500 مليون نسمة.
لكن المعارضين يعتقدون أن البريكست حماقة من شأنها أن تضعف الغرب، وتنسف ما تبقى من النفوذ العالمي لبريطانيا، وتقوض اقتصادها وتؤدي في نهاية المطاف إلى تحويلها لمجموعة من الجزر المنعزلة في شمال المحيط الأطلسي.