رحل عن عالمنا الفاني اليوم(27 أبريل 2020م) القمص “بيجول باسيلي” كاهن كنيسة القديس مار مرقس بمدينة فرانكورت الألمانية. ومن الجدير بالذكر أن المتنيح هو شقيق نيافة الحبر الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي وأنصنا والأشمونين بمحافظة المنيا، وأيضًا شقيق كل من الراهبة أمنا “أغابي” ، والراهبة يوستينا بدير القديس أبو سيفين بمصر القديمة، والمتنيحة تاسوني “أنجيل” (1930-2019م) زوجة المتنيح القمص بيشوي كامل(1931 1979م) كاهن كنيسة القديس مار جرجس فى حى سبورتنج بمدينة الإسكندريه، وكذلك شقيق القمص كيرلس باسيلي بفلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية،والدكتور فايز باسيلي، والمهندس فيكتور باسيلي، والمهندس ماهر باسيلي بالأسكندرية.
وعرف عن أسرة المتنيح القمص “بيجول باسيلي” حبها وعشقها للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فجميع أفرادها خدموا بها. كما أن جميع أفراد الأسرة يجيدون اللغة القبطية تحدثاً وكتاباً.
وهنا نريد أن نؤكد على دور المتنيح القمص “بيجول باسيلى” راعى كنيسة القديس مار مرقس بفرانكفورت على نشر اللغة القبطية وأستمرار توجدها حيث ذكر عنها قائلاً : “للغة هي هوية الشخص التعبيرية،وهي أيضا العمود الفقري للشخصية فأذكر أنني قابلت دكتورا ألمانيا فى برلين وسألني هل أنت مصري ؟ فقلت نعم فسألني وأين لغتك؟ فقلت له لغتي القبطية هل تريد أن تتعلمها؟ وهنا أبدى أسفه لأن مصر لغتها الرسمية هي لغة وافدة عليها وأن مصر تنبذ لغتها الحقيقية. وقال مثلا أنه فى ألمانيا يعلمون فى المدارس كل التلاميذ الأجانب لغتهم الأم حتى يتمكن الأجانب من الحفاظ على تراثهم الحضاري.اللغة القبطية فعلا ما زالت متواجدة فى حياتنا ففي مصر نستخدم بعض كلماتها في العديد من اللغة العامية دون أن يعلم ناطقيها بأنهم يتحدثون ألفاظا قبطية مثل كلمة”فلافل” وكلمة”عفريت” وكلمة “بخ” وكلمة “ترابيزة” وغيرها …”.
كما أضاف المتنيح قائلاً:”عندما تزوجت كان شرطي فى الإنسانة التي أبغي الارتباط بها بالرباط المقدس هي أن تكون إنسانة قبطية تجيد اللغة القبطية ومستعدة أن تشاركني حماسي للغة القبطية ومستعدة أن تعلم أبناءها تلك اللغة، وفعلا منذ اليوم الأول للزواج صممنا أنا وزوجتي أن تكون اللغة الأم لأبنائنا هي اللغة القبطية وهو ما قد حدث بالرغم من إنهم يعيشون فى ألمانيا ومولودين فيها إلا أنهم يتحدثون القبطية بطلاقة مذهلة”.
على أية حال،تحدثت تاسونى “هيتاسو” زوجة الأب القمص بيجول باسيلى عن اللغة القبطية حيث ذكرت قائله : ” اللغة القبطية هي لغتي الأم فأنا أيضًا من مدينة الإسكندرية كزوجي، ومن عائلة تتحدث اللغة القبطية بطلاقة وتعشقها وتأبى أن تتحدث بغيرها وأكبر دليل على ذلك اسمي ” هيتاسو” فقد أسماني أهلي بهذا الاسم ومعناه قلب الشفقة باللغة القبطية”.
وأضافت تاسونى”هيتاسو” كيف تمكنت في تنمية مهارات أسرتها في تعلم اللغة القبطية حيث ذكرت قائله: “منذ ولادتهم اتفقت أنا ووالدهم على هذا وكان بداية الطريق هو أسماءهم فالابن الأكبر “رانو” وهي كلمة قبطية معناه إنسان جيد، والابن التالي له هو ” نوفر” وهي كلمة قبطية معناها إنسان جميل، والابنة التالية له هي ” فيرت” وهي كلمة قبطية معناها ورد. وكان لهذا أفضل الأثر على شخصياتهم وهم يعرفون لغات كثيرة ولكنهم يفضلون دائما التدث بلغتهم الأم اللغة القبطية” .
وللراحل القمص “بيجول باسيلى” راعى كنيسة القديس مار مرقس بفرانكفورت، دراسة تاريخية متميزة بعنوان” هل رحب الأقباط بالفتح العربي؟”. ومن الجدير بالذكر سوف يرأس الصلاة على جثمانه الطاهر نيافة الحبر الجليل الأنبا “مشائيل” رئيس دير الأنبا أنطونيوس بكرفلباخ بألمانيا.
وأخيراً، خالص العزاء والتقدير لأسرة المتنيح القمص”بيجول باسيلى”،ببركة وصلوات صاحب القداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. وشريكه في الخدمة صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا “مشائيل” رئيس دير الأنبا أنطونيوس بكرفلباخ بألمانيا. وهنا نذكر ما ذكره معلمنا بولس الرسول قائلاً:”اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ.” (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 13: 7).