قد تختفي حسن النوايا في قصد الشخص ولا سيما المقرب من الاطمئنان على من يهمه أمره ، ولكن دعنا نستوضح هل بالفعل من حقه او هو المنوط له بالمسئولية حتى يستدعي الأمر هذا الاطمئنان الذي قد لا يكون مريحا للاخر او قد يشعره بالحصار .
فأتعجب من أمر بعض من يطمئنون على رواتب الزملاء أو من يطمئنون على علاقات الزملاء بعضهم ببعض أو علاقاتهم الأسرية او من يطمئنون عن كيفية سير العمل وخططه المستقبلية ….. الكثير والكثير من الأمور التي لا تخص سوى صاحبها .
بل ومن الطريف أن نرى إحدى الزميلات والتي تتحمس لأن طريقتها في إعداد وجبة ما هي الطريقة المثلى، وعلى زميلتها التي لا تحبز تلك الطريقة أن تقوم بتنفيذها بحزافيرها .
كذلك علاقة الأسرة الكبيرة بالأسرة الصغيرة ، فقد لا يستطيع الآباء الفصل بين أبناءهم حينما كانوا في مسئوليتهم وبين انهم أصبحوا مسئولين في بيوتهم .وبالعكس حينما لا يستطيع الابناء ان ينفردوا بأسرتهم الجديدة، ومن ثم نرى الأجداد لا يروق لهم طريقة أبناءهم في تربية الأحفاد فلزاماً عليهم التعديل والتعقيب وقد يصل الأمر لتكسير سلطة الاباء أمام أطفالهم ….كثير من المتشابهات في تلك العلاقة التي قد تكون محيرة في حد ذاتها حيث تبدو بسيطة في ظاهرها بسيطة وتلقائية وبدافع من الحب والخوف الفطري .. حيث الأمر غاية في التشويش فالحدود هنا تبدو غير واضحة حيث نقع في أزمة العرفان بالأهل وإكرام الوالدين واحترامهم وتقديرهم ..فهل ننفصل عن زوينا ؟ هل نقصيهم من حياتنا ؟ الأمر يحتاج لحكمة شديدة وحسن تدبر.