لو لم يكن للسماء حداً لما كانت سماء ؛ ولو لم يكن للبحر حداً لما ميزنا بين الأرض والبحر والسماء ، ولما تمايزت المخلوقات وتنوعت من حيث الطبيعة والشكل والألوان والصفات والخصائص والأدوار ، لفقدت الحياة مذاقها ولما أصبح للوجود معنى ،
كذلك نحن البشر ، فقد خُلقنا مختلفين في كل شئ ولنا من الصفات والخصائص والأشكال العديد والفريد ، وذلك لكي يغني أحدنا الاخر ولنخدم بعضنا البعض كلٌ بما يمتاز به وينفرد ، لا لتتداخل الأدوار وتمتزج ، ولا لأن يفرض أحد على الاخر إتباع نفس خصائصه أو أسلوبه .
وكما في الأدوار كذلك في العلاقات ، فقد تربينا على احترام حدود التعاملات بين كلا الجنسين فيجب مراعاة القيم والأخلاق و الأصول والتقاليد وهو الأمر الذي يضمن الإحترام وعدم الاستغلال والدخول في علاقات مسيئة مؤذية .
كذلك في علاقات الصداقة الحميمة فليس من حق الصديق أن يتدخل في شئون صديقه ولا سيما من منطلق المساعدة ، فلكل شخص فقعته الزجاجية الخاصة به و ليس من حق أحد أن يقتحمها ، لا بنصيحة أو إبداء رأي أونقد أو استفسار عن أمور خاصة قد تكون حساسة وغاية الخصوصية فمن الحرية أن يشارك الصديق صديقه بما يرتاح أن يشاركه به وليس على أحدهم أن يلوم على الاخر احتفاظه بجزء من خصوصياته ولا سيما البسيط والعادي منها . فحينما تتسم العلاقة بالحرية تكون أكثر راحة واستقرار فيصبح الصديق لصديقه أمان وتواجده معه وقت الشدة كمن يتغطى بثوب من حرير لا يشعر معه بقسوة الأيام