تؤكد كتب التاريخ أن علاقة الصين بانتشار الأمرض قديم، ومؤخرا راح فيروس كورونا يمثل تهديدا عالميا يسعى العالم كله للتصدى له، الغريب أن هذا الفيروس الذى بدأ من إقليم “ووهان” الصينى يذكرنا بمرض الطاعون الذى خرج من “إقليم يونان” الصينى فى عام 1855، وأطلق عليه الوباء الثالث.
وبدأ “الوباء الثالث” فى الصين نهاية القرن التاسع عشر، وانتشر فى أفريقيا وأمريكا الشمالية والجنوبية، حيث لا يزال يُسبِّب العدوى البشرية بين حين وآخر.
وعلى مدى 30 عامًا تسبب الوباء الثالث فى وفاة نحو 12 مليون شخص فى الهند فقط. لكنه كان بطيئًا بشكل إيجابى مقارنة مع سابقيه، باستثناء تفشى حالات عنيفة وقصيرة الأمد للطاعون الرئوى فى آسيا الوسطى.
والوباء الثالث وباء واسع من الطاعون “الدملى” أصاب مقاطعة ووهان الصينية عام 1855، لينتشر لاحقاً إلى جميع قارات العالم المأهولة.
تسبَّب الوباء الثالث فى نهاية المطاف بمقتل الملايين فى الهند والصين وحدهما، وبحسب منظمة الصحة العالمية فقد كان يعتبر الوباء حدثاً حاضراً حتى عام 1959، عندما انخفض معدل الوفيات العالمى منه إلى نحو 200 شخصٍ سنوياً.
ويعد الطاعون الدملى مرضاً معدياً يعتقد أنه كان مصدر العديد من الأوبئة والجائحات على مرّ التاريخ، من ضمنها ما يعرف باسم وباء جستنيان والموت الأسود. ويعتقد أن السبب وراء انتشار الوباء الثالث فى نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين كان ينبع من مصدرين مختلفين، أولهما هو بالدرجة الأولى الطاعون الذى حملته تجارة المحيطات إثر نقل الناس والجرذان والبراغيث الموبوءة على متن السفن، وأما ثانيهما فهو مرض يصيب الرئة وينتشر سريعاً بالعدوى، وقد انتشر على نطاقٍ واسع فى قارة آسيا خصوصاً بمنطقتى منغوليا ومنشوريا.