في أعماق جنوب مصر، على الضفة الغربية لنهر النيل بالقرب من مدينة أسوان، تقع بيوت قرية غرب سهيل النوبية بألوانها ورسوماتها النوبية الزاهية.
وتعد قرية غرب سهيل من أهم المزارات السياحية في أسوان، حيث توفر مظاهر الحياة اليومية للنوبيين، وتستقطب السياح القادمين على متن المراكب الشراعية عبر نهر النيل.
وتحظى قرية غرب سهل النوبية بشعبية كبيرة لدى السياح.
وتتمتع قرية غرب سهيل النوبية بجمال وبيئة طبيعية لا مثيل لها، وتتميز بحدود جغرافية طبيعية وأخرى تاريخية، تعد كل منها مزار سياحي في حد ذاته.
وفي أروقة القرية، لن تسمع سوى اللغة النوبية، إذ يتمتع النوبيون بلغتهم الفريدة الخاصة بهم، وهي لغة كانزي أو “الماتوكى” بحسب نطقها باللغة النوبية القديمة، وفقاً للصفحة الرسمية للقرية على “فيسبوك”.
ويحمل أهالي قرية غرب سهيل على عاتقهم مهمة الحفاظ على العادات النوبية والتراث النوبي، فيبنون البيوت على شكل قباب، وتدهن عادة باللون الأبيض الذى يحميهم من حرارة الشمس، كما يعد الرسم على جدران البيوت عادة وتراث نوبي له أسس وقواعد.
وهاجر أهالي غرب سهيل من النوبة القديمة في عام 1912 عندما غمرت المياه قريتهم القديمة، فاستوطنوا بالقرب من الخزان الذى تسبب في غرق بلادهم، بحسب ما ذُكر بالصفحة الرسمية للقرية على “فيسبوك
ويهتم أهل النوبة بالتراث والحياة النوبية القديمة، ويعود الفضل في ذلك إلى كبارهم الذين أرسوا القواعد النوبية الأصيلة لدى هجرتهم إلى هذه التبة العالية.
وقد حافظ أبناء النوبة على تراث آبائهم، حتى أن بعضهم يربي التماسيح فى بيوتهم لاستذكار حياتهم في النوبة القديمة، عندما كانت التماسيح تعيش بجوارهم على ضفاف النيل.
ويقضي السياح وقتاً ممتعاً على الطريقة النوبية تحت قباب البيوت النوبية والتي ما زالت تحتفظ بتراثها وأصالتها حتى اليوم.
البيوت النوبية
ويقول المصور المصري مصطفى أبو علي إنه زار القرية لاكتشاف مكان جديد يتمتع بطابع معماري خاص.
ويرى المصور أن القرية النوبية تتميز بطراز معماري خاص بها، إذ تتزين البيوت النوبية بالألوان التي تملئ الشوارع بأجواء مبهجة ومفرحة.
شاطئ البربر أو درب البرابرة
وقد زار أبو علي شاطئ البربر، الذي يقع في منطقة غرب سهيل في النوبة، وكان يقصده المصريون القدماء ومن بعدهم العرب لتكوين شبكة تجارية تصل من مصر إلى السودان في 40 يوماً بالإبل، فاكتسب الدرب التاريخي اسمه من هنا.
ويتميز شاطئ البربر بنقاء مياهه التي تمكن الزوار من رؤية صخور الجرانيت المستقرة في عمق مياه النيل بوضوح من على سطحه.
ويشير أبو علي إلى أن هناك العديد من التجارب التي يمكن خوضها خلال الزيارة مثل قضاء يوم كامل على متن قارب الفلوكة في النيل، أو التسوق في الأسواق النوبية، أو التنزه على ظهر الجمال، أو التجديف في النيل على متن قارب الكاياك.
وينصح أبو علي زوار القرية النوبية بالاستمتاع بكل لحظة هناك بالاستجمام في ظل الطبيعة الساحرة. كما يوصي بالتعامل عن قرب مع أهل النوبة الوديين والذين يستمتعون باستقبال الزوار إلى قريتهم.
ويقول أبو علي إن تجربة الزيارة أضافت له من الجانب النفسي، إذ يوفر المكان ملاذاً لتصفية الذهن، كما أنه استمتع بجمال الطبيعة هناك.
ويمكن الوصول للقرية عبر نهر النيل على متن مراكب شراعية، حيث ترسو عند الراكب عند شاطئ البربر، وتكون قافلة من الإبل في استقبال الزوار لنقلهلم إلى داخل القرية لقضاء اليوم في البيوت النوبية.
وتمر رحلة عبور نهر النيل نحو القرية الملونة ببعض المناظر الخلابة، وتحظى الرحلة وقت بعد الظهر بفرصة مشاهدة غروب الشمس المذهل أثناء ركوب القارب إلى أسوان.