بدأت بريطانيا اليوم السبت مرحلة جديدة من مستقبل غامض خارج الاتحاد الأوروبي. وبعد ساعات من النهاية التاريخية لنصف قرن تقريباً من عضويتها داخل التكتل الذي يضم 27 دولة تسعى بريطانيا لتحديد مكانها الجديد في العالم.
وبين مرحب ومستاء تفاوتت آراء البريطانيين الذين تجمعوا في الشوارع لاستقبال عهد جديد. ومنهم من احتفل باستعادة استقلال البلاد من خلال الرقص والاحتفال. وآخر أضاء الشموع حزنا على الانفصال.
هذا الانقسام لم يقتصر على الشارع البريطاني فقط، بل طال صحفها الصادرة اليوم أيضا والتي تصدرَ خبر بريكست صفحاتها الأولى.
واعتبر البعض هذا الخروج لحظة “مجيدة” بينما رأى فيه البعض الآخر تكريساً للشرخ الحاصل في البلاد.
تايمز: نقطة البداية، المملكة المتحدة تغادر الاتحاد الأوروبي
واختارت صحيفة “تايمز” لصفحتها الأولى عنوان “نقطة البداية، المملكة المتحدة تغادر الاتحاد الأوروبي”، مشيرة إلى المفاوضات الصعبة التي يتعيّن على لندن الآن خوضها مع بروكسل لتحديد أطر العلاقات الجديدة بين الطرفين وكذلك أيضاً المفاوضات التي ستجريها بريطانيا مع دول ثالثة، في مقدّمها الولايات المتحدة.
ذي ديلي إكسبرس: مملكة متّحدة جديدة مجيدة
من ناحيتها احتفلت صحيفة “ذي ديلي إكسبرس” الشعبية بوقوع الطلاق بين لندن وبروكسل بعد زواج مضطرب استمرّ 47 عاماً، فعنونت “مملكة متّحدة جديدة مجيدة”.
ديلي ميل: البريكست تمّ
أمّا صحيفة “ديلي ميل” فاختارت لصدر صفحتها الأولى في موقعها الإلكتروني عنوان “البريكست تمّ”، وذلك بعدما أرجئ موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ثلاث مرات متالية.
ديلي تلغراف: حسناً فعل الشعب البريطاني، وأخيراً خرجنا
بدورها قالت صحيفة “ديلي تلغراف”، المؤيّدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والمقرّبة من رئيس الوزراء بوريس جونسون فقالت في افتتاحيتها “حسناً فعل الشعب البريطاني، وأخيراً خرجنا”، مؤكّدة أنّ رئيس الوزراء يعتزم فرض رقابة جمركية على المنتجات الأوروبية.
لكنّ العديد من الصحف طرحت علامات استفهام ملؤها التشكيك بشأن المستقبل الذي ينتظر المملكة بعد أن وَقَع الطلاق بينها وبين التكتل، مشدّدة على أنّ البلاد لا تزال منقسمة بعد ثلاثة أعوام ونصف من الاستفتاء الذي أيّد فيه 52% من البريطانيين خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.
وقالت صحيفة الغارديان اليسارية إنّ “المشاعر المختلطة في يوم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تظهر أنّ المملكة المتحدة ليست مرتاحة مع نفسها”.
آي: والآن؟
بدورها عنونت صحيفة “آي” المجانية صدر صفحتها الأولى بالسؤال الآتي: “والآن؟”.
ديلي ريكورد: عزلة وضعف وانقسام
أمّا صحيفة “ديلي ريكورد” الشعبية الاسكتلندية فاستخدمت أسلوب السخرية لمقاربة الوضع الجديد للبلاد، إذ غيّرت العبارة المنقوشة على قطعة الـ50 بنساً النقدية التي سكّت لمناسبة بريكست وهي “سلام، ازدهار وصداقة مع جميع الدول” إلى “عزلة وضعف وانقسام