الألزق من الأخ…ماريان مدحت

تتعدد مراحل عمر الإنسان ولكل مرحلة سمات واحتياجات ومتطلبات وفي كل منها يمر الفرد ما بين محاولة تلبية تلك الاحتياجات ومابين عجزه في بعض منها أحيانا ، إما بسبب الظروف أو بسبب عدم توفر بيئة داعمة تحيطه وتتفهم كيف تشبع احتياجاته ..
وفي كل مرحلة يعد محظوظا من يجد بجانبه من يسانده ويعيش معه تفاصيلها بحلوها إن كان او ذائقاً معه كأس مراراها ومن يكون هذا الألزق من الأخ سوى الصديق الأمين الذي من يجده فيكون كمن إدخر لنفسه كنزا أثمن من اللآلئ .”  الصديق الأمين معقل حصين ومن وجده فقد وجد كنزا” يشوع بن سيراخ ٦: ١٤
حتى انه وان مرت الأعوام وتباعدت المسافات إلا ويبقى الصديق القديم هو الأقرب للقلب والنفس والوجدان لما عايشه بالفطرة من مواجدة وإتحاد بكل تفاصيل الحياة عن حب وإخلاص وإنتماء ، كلها صفات إن بحثت عنها من جديد قلما تجدها وإن توفرت لن تنمو في نفس التربة الخصبة التي نمت فيها الصداقة القديمة تربة العشرة والزمن …
“لا تقاطع صديقك القديم ، فإن الحديث لا يماثله” .يشوع بن سيراخ ٩: ١٤
فنجد الكتاب المقدس يحدثنا ببراعة عن اروع مثل  للصداقة في قصة داود ويوناثان ..عن كم الحب والإخلاص بل الثقة والأمان في العلاقة بينهما أتحدث..
 رغم الغدر والقسوة من شاول إلا ان يوناثان ابدا لم يتغير بل كان دائم التحذير والنصح والخوف على حياة داود .. يعوزني الكثير والكثير من الوقت للتعليق على كل كلمة وموقف بينهما وحتى بعد وفاة يوناثان وتولي داود لابنه من بعده ..أعمق علاقة صداقة على الإطلاق …
 فالصداقة الحقيقية من بواعث الأمان الذي يبحث عنه الفرد في حياته ضمن علاقاته ..
 فلنتأمل سوياً تفاصيل القصة في الكتاب المقدس ولنتمعن معاً في دقة ألفاظ الكتاب في التعبير عن مدى التعلق والتلاحم بينهما . ( سفر صموئيل الاول )

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top