أمنا القديسة العذراء مريم .. فضائلها وإيمانها..
القس كيرلس شلبى
إنها أمنا كلنا وسيدتنا كلنا وفخر جنسنا الملكة القائمة عن يمين الملك العذراء دائمة البتولية المملوءة نعمة القديسة مريم الأم القادرة المعينة الرحيمة أم النور أم الرحمة والخلاص الكرمة الحقانية ، هذه هي التي ترفعها الكنيسة فوق مرتبة رؤساء الملائكة
١- فضائل العذراء …
إذا كانت العذراء قد استطاعت أن تحوى بداخلها غير المحوى ، فلقد تجملت بالفضائل الكثيرة التي أهلتها لذلك نحن نقول عن العذراء : إنها قديسة الأجيال وقديسة القديسين.
أ- احتمال الكرامة واتضاعها …
قد يظن البعض أن احتمال الآلام صعب ، ولكن يجب أن نعرف أن احتمال الكرامة يحتاج إلى مجهود أكثر من احتمال الآلام والإهانات ، فحينما صارت العذراء أمًا لله لم تتكبر بل قالت “هوذا أنا أمة الرب” واحتملت كرامة ومجد التجسد الإلهي منها.
ب – خدمة الآخرين …
خدمة الآخرين تكون مبنية على المحبة والتواضع ، فالقديسة مريم ذهبت إلى أليصابات لتخدمها عندما علمت أنها حبلى مع إنها أم المسيح.
ج- العذراء الصامتة المتأملة …
فليتنا مثلها : نتأمل كثيرا ، ونتحدث قليلا. إنه لما حان الوقت أن تتكلم صارت مصدرا للتقليد الكنسي في بعض الأخبار التي عرفها منها الرسل وكاتبو الأناجيل عن المعجزات والأخبار أثناء الهروب في مصر وعن حديث المسيح وسط المعلمين في الهيكل وهو صغير ( لو ٣ : ٤٦ – ٤٧).
٢- الإيمان …
قالت أليصابات للعذراء” طوبى للتي آمنت أن يتم لها ما قيل من قبل الرب..” (لو ١ : ٤٥)، كان إيمان العذراء يتصف بثلاث صفات…
أ- إيمان بلا شك …
عندما بشر جبرائيل الملاك العذراء بميلاد المسيح قالت له مريم :”ليكن لي كقولك”(لو ١ : ٣٨). لقد فاقت العذراء الكثير من القديسين والقديسات ، فهوذا سارة عندما سمعت بشارة الملائكة بميلاد إسحق ضحكت وقالت” أبعد فنائى يكون لي تنعم وسيدى قد شاخ”(تك ١٨ : ١٢). مع إن العذراء مريم سألت الملاك “كيف يكون هذا” إلا إنها حينما رد عليها الملاك:”الروح القدس يحل عليكي” لم تتساءل للمرة الثانية بل آمنت وقالت:”ليكن لي كقولك”.
ب- إيمان بلا جدال …
قال الرب على لسان إشعياء النبى العظيم:”يعطيكم السيد نفسه آية ، ها العذراء تحبل وتلد ابنًا” ( إش ٧ : ١٤) ومعروفة قصة سمعان الشيخ وتفكيره في هذه الآية. هناك الكثير من أنبياء العهد القديم قد طلبوا من الرب علامات مثل موسى النبى ، فحين أرسله الله أعطاه علامات كتحويل العصا إلى حية وتحويل يده السليمة إلى برصاء (خر٤) ، أما العذراء مريم فلم تطلب لا من الرب ولا من ملاك الرب أي علامات.