أقر مجلس النواب اللبناني موازنة العام 2020 بنسبة عجز تبلغ سبعة بالمئة من الناتج الإجمالي المحلي في وقت يتسارع فيه الانهيار الاقتصادي مع حركة احتجاجات غير مسبوقة.
وتزامناً مع اجتماع مجلس النواب في مقره في وسط بيروت، تجددت المواجهات صباحاً بين متظاهرين يرفضون انعقاده والقوى الأمنية التي أغلقت كافة الطرق المؤدية للبرلمان بالحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة.
وأكدت الوكالة الوطنية إقرار مجلس النواب الموازنة التي وضعتها حكومة الرئيس السابق سعد الحريري، بموافقة 49 نائباً ومعارضة 13 وامتناع ثمانية نواب.
وأوضح رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان لوكالة فرانس برس، أن نسبة العجز في الموازنة تبلغ “حوالي سبعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي”.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن تصل النفقات إلى 18.232 مليار ليرة أي ما يوازي 12.1 مليار دولار يُضاف إليهم سلفة لشركة كهرباء لبنان بقيمة حوالى مليار دولار، على أن تتقلص الإيرادات إلى 13.395 مليار ليرة أي 8.9 مليار دولار.
وكان مشروع الموازنة الأساسي يتضمن خفضاً في العجز إلى نسبة 0.6 في المئة من إجمالي الناتج المحلي مقابل 7.6 في المئة في موازنة 2019.
إلا أن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد حالت دون تحقيق ذلك، فكان لا بد من إجراء تعديلات على مشروع الموازنة، وفق كنعان.
ويُمكن للحكومة الجديدة برئاسة حسان دياب تقديم مشاريع قوانين لتعديل الموازنة بعد حصولها على ثقة البرلمان.
ويؤكد دياب أن حكومته وضعت مواجهة “الكارثة” الاقتصادية على سلم أولوياتها.
ومنذ أشهر، يواجه لبنان شحا في السيولة مع ارتفاع مستمر في أسعار المواد الأساسية وفرض المصارف إجراءات مشددة على العمليات النقدية وسحب الدولار.
وتعد الأزمة الاقتصادية الراهنة وليدة سنوات من النمو المتباطئ، مع عجز الدولة عن إجراء إصلاحات بنيوية. وارتفع الدين العام إلى نحو تسعين مليار دولار، أي ما يعادل أكثر من 150 في المئة من إجمالي الناتج المحلي.
واستقال الحريري في 29 تشرين الأول/اكتوبر على وقع الحراك الشعبي المستمر منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر ويطالب برحيل الطبقة السياسية كاملة.
وبعد أكثر من شهر على مشاورات حول تشكيلها، خرجت الحكومة الجديدة قبل أسبوع إلى العلن من 20 وزيراً غير معروفين بغالبيتهم ومن الأكاديميين وأصحاب الاختصاصات. وقد تمّ اختيارهم بغرض تجنب أسماء قد يعتبرها المتظاهرون استفزازية.