الإيمان وفيروس كورونا
قبل أن أناقش معكم يا أحبائي هذا الموضوع الذي أصبح للأسف الشديد وسيلة لإظهار الفتور الإيماني، وحالة تباين الآراء والقرارات التي انتشرت على الميديا، يجب أن اذكركم ببعض نبوءات الكتاب المقدس عن هذا الأمر .
“لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَإِ الْخَطِرِ.” (مز 91: 3) .
” وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن ” ( مت ٢٤ : ٧ ) .
الحقيقة أن هذا الكتاب الذي بين أيادينا والذي هو دستور إيماننا القويم، لم يترك شيئا إلا وذكره أو تنبأ عنه ليلفت انظارنا إليه، حتى نكون مستعدين وقابلين لهذا الأمر دون خوف أو تذمر .
رد فعل الكنائس الذي ظهر والذي قرأه الجميع وشيروه على صفحاتهم، يثبت مدى الفتور الإيماني والتقصير من قبل صادري هذه القرارات، وكان عليهم بالأولى أن يذكروا أولادهم بنبوءات كتابهم الثمين، وأن تحقيق كل نبوءة منه يؤكد تماما مدى صحته وأنه ليس كتابا محرفا كما يعتقد البعض، فكيف لكتاب محرفا أن يتم ما ورد به ويتحقق كل ما جاء فيه من نبوءات ؟!! .
جسد ودم السيد المسيح الذي يقدم على المائدة ليس طعاما عاديا
فهذا الجسد وذاك الدم ليسوا بالطعام العادي الذي ينقل إلينا الأمراض والبكتريا والتسمم والفيروسات …… وغير ذلك، والدليل على هذا أننا لم ولن نسمع عن أناس لاحقتهم الأمراض والعدوى بسبب هذا السر العظيم منذ تأسيسه، على الرغم من إشتراك الجميع في كأس واحد وملعقة واحدة ويد واحدة تقسم لهم هذا الجسد .
جسد الرب ودمه يعطيان الحياة
—————————————
ليس فقط الحياة الأرضية الزائلة، بل الأعظم من هذه وهي الحياة الأبدية الباقية : « من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية » ( يو ٦ : ٥٤ ) .
وقال أيضا ليؤكد أن جسده ودمه يختلفان تماما عن الطعام العادي : « هذا هو الخبز الذي نزل من السماء، ليس كما أكل اباؤكم المن وماتوا، من يأكل هذا الخبز يحيا إلى الأبد » ( يو ٦ : ٥٨ ) .
الرب يقدم جسده ودمه للجياع و العطاش إلي البر (لأنهم يشبعون وليسوا ليمرضون أو
وهذا ما أكده القديس اوغسطينوس في كلامه عن التناول، في الآتي :
[ الاستحقاق للتناول من جسد الرب ودمه هو الشعور بعدم الاستحقاق مع ثقة وإيمان في قدرة هذا السر أن يقيم ويعين ضعفنا ..
فليس من بين البشر ولا من خليقة أخري من يستحق هذه الكرامة العظيمة لكن الرب يقدم جسده ودمه للجياع و العطاش إلي البر (لأنهم يشبعون) ] .
* ومن خلال قول القديس اوغسطينوس هذا يتضح لنا أن جسد ودم الرب يجعلانا نشبع ببر المسيح، وبالتالي لا يجب على أي بطرك أو أسقف او كاهن أن يمنعوا أحدا من أن يشبع ببر المسيح، وركز في عظاته دائما على أن جسد ودم الرب لا يجب ولا يجوز منعهما عن أحدا يحتاج إلى هذا البر، طالما يشعر في تلقاء نفسه بعدم استحقاقه لهذا السر، وبالتالي فأن الاستحقاق ليس هو القداسة فقط إنما شعورنا بأننا غير مستحقين له يؤهلنا لنوال هذا السر العظيم .
واجبنا إذن
—————
ألا ننشغل بفكر العالم بل نربط أذهاننا وأفكارنا بالسمائيات، ونقول [ نعلم تماما يارب أن جسدك ودمك يعطيان الحياة لكل من يتناول منهم ولم نسمع مطلقا عن أناس اخذوا من خلالهم الأمراض والعدوى، ومهما كان الأمر سنستمر في أن نقبل على جسدك ودمك دون خوف، ومن ناحية هذه الاوبئة فنشكرك لأن وجود هذه الأوبئة يزيد إيماننا بصدق تعاليمك ووصاياك وصحة كتابك المقدس ] .